لم يكن الصبي يعلم ما ينتظره في الحصة الأولى لمادة "العلوم" في المدرسة الإعدادية الحكومية. جلس منتبهًا للدرس وللمدرس الذي ملأ قلوب تلاميذه بالشغف نحو العلم. لم يدرك الصغير الذي لم يحب العلوم حتى هذه اللحظة، أن هذه اللحظات التي يعيشها في المدرسة؛ ستغيّر حياته إلى الأبد.
كان يستذكر دروسه بشكل عادي. كانت يداه ناعمتان على عكس أبيه الذي يعمل بالزراعة والتجارة، ولم يرغب في ضم ابنه إلى نفس المجال. وكان المدرس الذي التقاه في المدرسة، هو أول من وضعه على الدرب، وزرع في قلب الصبي حبًا للعلم وللتعلم. غيّر المعلم تفكير الصبي فتغيرت حياته كلها. وجد نفسه بين المعامل والأبحاث، وشرب من بحر العلم ولم يرتو. خطواته الواثقة والمتتابعة في مجال البحث العلمي؛ تبشر بعالم مصري على طريق العديد من الجوائز رفيعة المستوى عالميًا، وأبرزها "نوبل".
قبل سنوات؛ نجح ماهر فتحي محمد القاضي العالم المصري في اكتشاف طريقة لصنع "المكثفات الفائقة"، وهي بطاريات يمكن شحنها بسرعة كبيرة لتساعد الكثير من الأجهزة اللوحية والطبية والسيارات. لم تبدأ رحلة النجاح فجأة في جامعة "كاليفورنيا لوس آنجلوس" الأمريكية حيث يعمل الآن، فقد كان قبلها الكثير من التعب والمعاناة، و30 بحثًا علميًا، و15 براءة اختراع، سجلهم قبل أن يكمل 34 عامًا، وخطوات واثقة بدأت في إحدى القرى البسيطة بمحافظة "الجيزة" في مصر.
ماهر القاضي - يمين الصورة - أثناء دراسته بالكلية
📷ماهر القاضي - يمين الصورة - أثناء دراسته بالكلية
كيف كانت معيشتك في مصر في الصغر؟
أنا من أبناء محافظة "الجيزة"، وتحديدًا قرية "ناهيا". أنتمي لأسرة عادية؛ والدي تعلم تعليمًا بسيطًا، ورغم ذلك حفزني باستمرار على استكمال تعليمي. كان يرى أن هذا ما أحب وما أصلح فيه بعيدًا عن مجاله الذي يحترفه "الزراعة". لم يكن هناك في الأسرة تجارب سابقة لأشخاص أكملوا تعليمهم حتى الجامعة، فلم أكن أعرف ما أنا مقبل عليه بالضبط.
ما أتذكره أن طفولتي كانت عادية، درست في مدارس حكومية. أحببت التعلم ولكن لا أدعي أني كنت متفوقًا. لم أحب العلوم إلا بعدما دخلت المرحلة "الإعدادية". التحقت بمدرسة "ناهيا الإعدادية المشتركة". وهناك قابلت الأستاذ محمد حسنين، مدرس العلوم في هذه المرحلة. والذي حببني في العلم بسبب طريقة شرحه الجذابة، ووضعني على الطريق. حلمت بأن أصبح مدرسًا للعلوم عندما أكبر، ومن هنا كانت بدايتي.
هل تتذكر أول تجربة نفذتها؟
كانت البوصلة، التي يتم تجميعها من إبرة ممغنطة وأنبوب صغير.
انتقلت للثانوية العامة.. هل تتذكر هذه المرحلة؟
نعم، كنت قد أصبحت شغوفًا بالعلوم والكيمياء بشكل خاص. كانت مدرستي الواقعة في "كرداسة" ككل المدارس الحكومية تفتقر إلى المعامل المزودة بالإمكانيات، لكني اعتمدت على أشياء أخرى مثل الكتب والمجلات العلمية، ومكتبة المدرسة. كان والدي يقول لي "انظر ليديك، لا تصلح للعمل في الأرض"، وكنت أدرك شيئًا بعد شيء أن هذا أصبح طريقي. التحقت بالقسم العلمي، ودرست الكيمياء رغبة في أن أصبح طبيبًا.
هل عاصرت مرحلة الخوف من "الثانوية العامة"؟
لم تكن "الثانوية العامة" مخيفة أو "بعبع" بالنسبة لي، كنا صغارًا على أن نفهم ما نختاره. رغبت حينها في دراسة الطب، واعتقدت أنها الطريقة الوحيدة لكي أستزيد من العلم، ولكن مجموعي في الثانوية العامة لم يؤهلني، حصلت على 93 % وكان تنسيق كلية الطب في هذا العام يقترب من 96 %، لذلك كتبت "كلية العلوم بجامعة القاهرة" رغبة أولى، والتحقت بها.
سنوات الجامعة تجربة مختلفة لأي طالب، تغيّر عقله وشخصيته.. كيف أثرت بك؟
كلية العلوم من أفضل الأماكن التي يمكن أن يخرج منها علماء وباحثين. أحببت المواد التي ندرسها رغم أنني اكتشفت لاحقًا مدى صعوبتها. كنا ندرس قرابة 100 دورة مقررة في تخصصات مختلفة، وهذا لا يحدث حتى في جامعات أجنبية، وعلى الرغم من الضغط الذي يسببه للطلاب، كان لهذا الأساس القوي أهمية كبيرة في مسيرتي؛ حتى إنني لم أجد أي صعوبة في الدراسه في جامعة كاليفورنيا. استعنت بمكتبة الجامعة وقرأت فيها الكثير من الكتب والمراجع التي اكتسبت منها خبرة كبيرة فوق المقررات الدراسية. اكتشفت أن ما تعلمته في الكلية لن أتعلمه في أي مكان آخر. تفوقت في الدراسة وتخصصت في الكيمياء، وصرت من أوائل الدفعة، وحققت المركز "الأول" في قسم "الكيمياء".
ماهر القاضي في بداية مسيرته مع العالم المصري مصطفى السيد
📷ماهر القاضي في بداية مسيرته مع العالم المصري مصطفى السيد
وماذا عملت بعد التخرج؟
تم تعييني في الكلية بسبب تفوقي، وكنت محظوظًا أن يرسل الله لي شخصًا في كل مرحلة ليضعني على الطريق الصحيح. عملت مع د. أحمد جلال الذي ساهم في مسيرتي وعلمني الكثير وكان علامة فارقة في حياتي. وكان جزءًا من عملي كباحث هو الاستمرار في أبحاثي إلى جانب التدريس.
عملت مع د. جلال في معمله، وكان قد حصل على الدكتوراة في جامعة بولاية "أوهايو" الأمريكية. اخترت الكيمياء الفيزيائية، وكان د. جلال مهتمًا بعلوم "النانو" وعلوم "المجسات الكهربائية والكيميائية". تعلمت على يديه أسلوب البحث العلمي بشكل سليم، واكتسب خبرة كبيرة.
انتهيت من الدراسات العليا، وحصلت على جائزة "أفضل رسالة ماجيستير" في الكلية على مستوى جميع أقسامها، وبعدها بدأت البحث عن منحة للدراسة في الخارج. وكانت رسالتي عن طرق جديدة لتعيين لتحليل بعض الأدوية والمركبات الكيميائية الجديدة في الجسم باستخدام تكنولوجيا "النانو". مثلًا إذا كان شخصًا مصابًا بمرض، يكون لديه نقص في إحدى المواد الموجودة بالجسم، من أمثلة ذلك الدوبامين وهو أحد المجموعات الكيميائية التي تسمى النواقل العصبية، وهي المسؤولة عن نقل المعلومات من خلية عصبية إلى أخرى. ويؤدي اختلال مستويات "الدوبامين" في الجسم إلى بعض الأمراض الخطيرة مثل الشلل الرعاش. فمن المهم أن نرصد كعلماء تركيز هذه المادة في الجسم، ومن ثم كان من الضروري لنا إيجاد طريقة سهلة وسريعة للكشف عن مستويات "الدوبامين" في الجسم، وعن طريق ذلك نستطيع توقع إصابته بالمرض، وهو ما يساهم لاحقًا في إيجاد طريقة للعلاج.
ماهر القاضي مع رفاقه في المعمل
📷ماهر القاضي مع رفاقه في المعمل
كيف سافرت إلى الخارج؟
كنت قد بحثت عن الكثير من المنح أثناء دراستي، ووجدت أن وزارة "التعليم العالي" تخصص بعض المنح للطلاب للدراسة في الخارج، فتقدمت إليها وساعدني في اختيار الجامعة د. أحمد جلال، ودعمني مستواي في الدراسة. وبالفعل تواصلت مع علماء مصريين وأجانب بالخارج، وعثرت على عالم في جامعة "كاليفورنيا لوس آنجلوس" يدرس علوم المواد وعلوم النانو بشكل متقدم نفس الشيء الذي درسته في دراستي العليا، ودعاني لاستكمال أبحاثي معهم، فاستجبت على الفور خاصة وأن جامعة "كاليفورنيا" تعتبر من أكبر المؤسسات العلمية في أمريكا، فقررت اختيار هذه الجامعة لاستكمال دراستي.
قبل هذه الخطوة كنت قد حضرت أحد المؤتمرات العلمية في "ألمانيا". وكان المؤتمر يجمع بين العلماء الحاصلين على جائزة "نوبل"، وبين صغار العلماء على مستوى العالم. كانت تجربة ذات أثر عظيم على نفسي. كنت في الـ 26 من العمر ورأيت وجهًا لوجه علماء حاصلين على أشهر جائزة علمية على مستوى العالم. كان لي الحظ أن أصور مع أحدهم مقابلة قصيرة وكان من مؤسسين علوم "النانو تكنولوجي". كان لهذه التجربة أثرًا كبيرًا في دعم قراري بالسفر إلى الخارج للحصول على الدكتوراة.
ما هو روتين حياتك اليومي في لوس آنجلوس؟
في السنوات الأربعة الأولى من إقامتي في "لوس آنجلوس" وهي مدة الدكتوراة؛ كنت أعمل ما بين 5 إلى 6 أيام أسبوعيًا، لمدة تتراوح بين 10 إلى 14 ساعة يوميًا في الجامعة. فأنا أدرس في برنامج الدكتوراة والذي يشتمل على برنامج مكثف لإجراء الأبحاث إلى جانب برنامج يؤهلك للتدريس للطلاب. هذا الأمر تغير قليلًا بعد الانتهاء من الدكتوراة، إلا أن العامل المشترك هو السعي الدؤوب وراء المعرفة.
هذا عن عملي، أما عن الإجازة فأفضل زيارة الأماكن الترفيهية في أوقات فراغي، والأماكن السياحية الموجودة في المدينة. إلى جانب لقاءات دورية مع زملاء مصريين يدرسون في الجامعة في تخصصات أخرى، نتجمع ونلتقي وقت الغداء في منتصف اليوم، كذلك نلتقي في مكان مخصص للصلاة، أو نذهب إلى إحدى الحدائق وننظم حفلة شواء في نهاية الأسبوع، ونذهب أحيانًا إلى الشواطئ القريبة.
ماهر القاضي في معمله بالولايات المتحدة الأمريكية.
📷ماهر القاضي في معمله بالولايات المتحدة الأمريكية.
في 2013 بدأ الاهتمام الإعلامي بأبحاثك عن المكثفات الفائقة.. كيف حدث ذلك؟
كنت قد بدأت الأبحاث قبلها بفترة، وتم تصنيف بحثي على محرك "جوجل" النسخة الخاصة بالعلماء كواحد من أكثر الأبحاث التي شكلت حجر أساس في أبحاث آخرين خاصة وأن أول هذه الأبحاث كان قد تم نشره في دورية "ساينس" الشهيرة، وحصل على المرتبة 14 على مستوى العالم في السنوات الخميس الأخيرة.
وتعتمد أبحاثي على تصنيع بطاريات يمكن شحنها في ثوان، وتصلح للاستخدام لفترات طويلة. هذه المكثفات تخزن الطاقة بشكل سريع بحيث يمكن شحن الهاتف في ثوان، أو شحن بطارية سيارة في دقيقة. وتعمل على تخزين الطاقة أكبر من المكثفات العادية، وبشكل أسرع من البطاريات. كل هذا كان سببًا في اهتمام وسائل الإعلام العالمية بأبحاثنا، وتم تغطيتها إعلاميا في المواقع العلمية في معظم دول العالم، وبلغات مختلفة.
فيم تستخدم المكثفات الفائقة؟
إلى جانب الأجهزة اللوحية؛ فهي مفيدة لأنواع أخرى من الأجهزة، مثل: الأجهزة الطبية، والسيارات الكهربائية، والكاميرات، والمعدات الكهربية (المنشار والحفّار وغيرها)، وتستخدم لتخزين الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بعض الأجهزة العسكرية مثل أجهزة الرؤية الليلية وأجهزة الرصد "الرادارات"، وبعض الأجهزة المستخدمة في الفضاء.
ماذا حدث من نشر البحث لأول مرة من 2013 حتى الآن؟
وجدت التقنية التي قمت بتطويرها طريقها إلى بعض التطبيقات الواعدة الأخرى، مثل مجسات للكشف عن المركبات الكيميائية، والضوء، والضغط، والالتواء، بالإضافة إلى استخدامها في إنتاج "الترانزستور" الذي يشكل الأساس في معالجات الأجهزة الإلكترونية، وتحويل وتخزين الطاقة. أيضا استخدمناها في إنتاج جيل جديد من مكبرات الصوت، والسماعات، والذاكرة "الفلاش"، والتي تتميز بكفاءة أعلى إضافة إلى مرونتها.
هذه الأبحاث يتم تدريسها الآن في كتب الكيمياء الجامعية. وفي تجربة مثيرة؛ تمكنا بالتعاون مع فريق من وكالة الفضاء الأمريكيه "ناسا" من إرسال مكثفات الجرافين الفائقة إلى محطة الفضاء الدولية حتى يتم اختبارها وكانت النتيجة رائعة، ونستعد الآن لنشر ورقة علمية بالنتائج.
وعلى الجانب الآخر؛ عقدنا الكثير من الاتفاقات مع أكبر الشركات في العالم المصنعة للمكثفات، إلى جانب تدشين شركة خاصة بنا عام 2014، نستطيع من خلالها تصنيع المكثفات الخارقة، أعمل بها كعضو مؤسس ورئيس لقسم "الأبحاث". ونقوم بتطوير المكثفات الفائقة والبطاريات وفقًا لمراحل مدروسة قبل مرحلة الإنتاج. ونحن الآن في مرحلة ما قبل الإنتاج. نريد إنتاج بطارية تتفوق على أي مثيل لها في الأسواق.
بدأ الحديث إعلاميًا عن "المكثفات الفائقة" عام 2013
📷بدأ الحديث إعلاميًا عن "المكثفات الفائقة" عام 2013
هل هناك مدى زمني متوقع للانتهاء من المكثفات الفائقة؟
لا يوجد حتى الآن، نحن نعطي لكل مرحلة حقها في الوقت. أقل مدة لكي يخرج المنتج من المعمل إلى السوق تتراوح بين 5 إلى 20 سنة. نحتاج لعامين أو 3 على الأقل لكي نصل إلى مرحلة الإنتاج.
هل لديك قدوة أو مثل أعلى تضعه أمام عينيك؟
في حياتي الشخصية قدوتي النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان قائدًا ونبيًا ومحاربًا ورسولًا وفيه الكثير من الصفات العظيمة. أما في مجال العلوم فقدوتي أحمد زويل العالم المصري رحمه الله. وفي العلماء الغربيين قدوتي العالم الكبير نيكولا تسلا المخترع والفيزيائي.
من خلال معيشتك في المجتمع الأمريكي.. هل تلاحظ اختلافًا في اهتمام عامة الناس بالعلوم؟
لا يوجد فرق كبير، لدى الناس نفس الاهتمامات ونفس الطباع. لا يهتم المجتمع بالعلماء وبالأبحاث العلمية، ولكن الفارق أن الناس في الشارع يدركون أن سبب تقدم أمريكا الاقتصادي والعسكري هو العلم، والكل يقدره حتى إذا لم يفهمه. كما توجد برامج تليفزيونية علمية تحظى بمشاهدات عالية، لكنها تحتاج إلى مقدم قوي يستطيع شرح المعلومات بشكل مبسط وجذاب، ويشرح للمشاهد أهمية العلوم بالنسبة لحياته.
ما هي الصعوبات التي تواجهها كعالم؟
تختلف الصعوبات من شخص لآخر، في البداية كانت الصدمة الحضارية شيء صعب، وتغير طبيعة المعيشة والمجتمع، بالإضافة للظروف الاجتماعية. الكثير من الناس يعتقدون أنه بمجرد انتقالك للولايات المتحدة الأمريكية فكل شيء سهل ومتاح، ولكنه مجتمع كأي مجتمع في العالم به إيجابيات وسلبيات. العلوم تتقدم بسرعة رهيبة وبالتالي يصبح من الصعب على الدارسين الإلمام بالتطورات العلمية المطلوبة، لأن أي تأخير يعني التنازل عن الصدارة، والأهم من ذلك وضوح الهدف والرؤية.
ذلك على المستوى العملي، أما في حياتي الخاصة فقد عانيت من الوحدة لسنوات، لحين زواجي عام 2016.
هل تهتم زوجتك بالعلوم أيضًا؟
نعم، فهي خريجة نفس الكلية. كانت تلميذتي أثناء فترة التدريس، ثم تزوجتها وسافرت معي، ولازالت تدرس الفيزياء.
ماهر القاضي مع زوجته في المعمل
📷ماهر القاضي مع زوجته في المعمل
الكثير من المجلات العلمية ترى أنك قد تحصل على جائزة "نوبل" يوم ما.. هل تشعر بذلك؟
الصواب بالنسبة لأي عالم أن يصنع شيئًا يستطيع به أن يُحدث فارقًا في حياة الناس. الفرق بين الباحث العادي والمتميز ليس الإمكانيات ولكن في الشغف. أن يكون لديه فكر وأسلوب في البحث العلمي، وأن يكون شغوفًا بأن يفعل شيئًا جديدًا كل يوم حتى بأبسط الإمكانيات.
هل لديك مقولة أو حكمة تؤمن بها؟
نعم، وهي "أول العلم الصمت، وثانيه حسن الاستماع، وثالثه حفظه، ورابعه العمل به، وخامسه نشره".
بعد كل هذه السنوات.. ما الذي تتذكره من طفولتك في "ناهيا"؟
صلاة التراويح في شهر رمضان، وبيتي القديم، وغرفتي التي شهدت طفولتي.
هل تتابع المنشور عن الأبحاث العلمية والاختراعات في مصر؟
نعم، الاختراعات والأبحاث في مصر سيئة السمعة. كل قليل نسمع خبرًا عن طالب إعدادي اخترع كذا، أو طالب ثانوي سجل براءة اختراع، وهذا الأمر غير مدروس بشكل علمي. هو لم يتعلم أصلًا لكي يعرف ما صنعه يعد اختراعًا أم لا، واهتمام الإعلام بهم يعطيهم أكبر مما يجب. إلى جانب عدم توثيق براءات الاختراع بشكل سليم.
مثلًا جميع براءات الاختراع الخاصة بي تم تسجيلها في مكتب براءات الاختراعات الأمريكي، إلى جانب "المؤسسة الدولية لتسجيل براءات الاختراع" والتي تحفظ حقوق المبتكرين والمخترعين حول العالم.
إذا بحثت عن براءات الاختراعات التي تسجلها مصر دوليًا ستجد أن مصر تسجل نسبة قليلة جدًا على المستوى الدولي لا تتجاوز العشرات. في حين دول أخرى مثل الولايات المتحدة، والصين، تسجل مئات آلاف من براءات الاختراعات كل عام. إلى جانب أن حقوق الملكية الفكرية محمية بموجب الدستور الأمريكي، لذلك لا مجال للتلاعب أو لتكرار البراءات وتسجيلها باسم غير اسم أصحابها.
من كلمة ألقاها القاضي بمؤتمر TEDx
📷من كلمة ألقاها القاضي بمؤتمر TEDx
ما هي أهم الجوائز التي حصلت عليها حتى الآن؟
تم إبراز أبحاثي وتقديرها من قبل العديد من الجهات العلمية، مثل: "ناشيونال جيوجرافيك"، وUSA Today، وScientific American.
كما حصلت على جائزة Herbert Newby McCoy من جامعة "كاليفورنيا" لتقديم أكبر مساهمة في علوم الكيمياء، وكذلك جائزة Lindau Graduate Student، وجائزة "Amgen" لما بعد الدكتوراة. كما حصلت على جائزة من جامعة "القاهرة" عام 2012 عن التميز في البحث، وهي جائزة مقدمة من الحكومة المصرية. كما حازت أبحاثي اهتمام من قبل KCET، وهي محطة تليفزيون مستقلة تقع في ولاية كاليفورنيا، واعتبرت القناة أبحاثي واحدة من أكثر القصص انتشارًا عام 2013.
كما تم اختيارها من بين أبرز الإنجازات العلمية التي حققها العالم العربي في العام 2013. كما اختارت وزارة "القوى العاملة" المصرية عملي البحثي كمثال لتسليط الضوء على عمل المصريين البارزين الذين يدرسون في الخارج.
ما هي خططك للمستقبل؟
أسعى لخروج المكثفات الفائقة للنور، ومستمر في أبحاثي العلمية، إلى جانب تقديم محاضرات علمية من حين إلى آخر للطلاب في مصر.
أسعى أيضا إلى اكتشاف مواد جديدة تمكننا من إحداث طفرة في مجالات مختلفة مثل الخلايا الشمسية، وخلايا الوقود، وإنتاج الهيدروجين، ومعالجة الماء، والتوصيل الدوائي، وهي تقنية جديدة لنقل المركبات الدوائية إلى الأماكن المصابة فقط في الجسم، بغرض الحصول على التأثير العلاجي المرغوب.
هل تفكر في العودة إلى مصر يومًا ما؟
رجوعي إلى مصر مرتبط بفكرة التغيير، عندما أشعر بأني قادر على التغيير والتأثير في مصر؛ سأعود.
صورة نادرة تجمع بين ماهر القاضي والعالم المصري الراحل أحمد زويل الحاصل على "نوبل"
📷صورة نادرة تجمع بين ماهر القاضي والعالم المصري الراحل أحمد زويل الحاصل على "نوبل"مسيرة القاضي مستمرة في مجال البحث العلمي
📷مسيرة القاضي مستمرة في مجال البحث العلمي
Comments